كتب الشيخ / لفته عبد النبي الخزرجي / بابل / العراق بعد ان اعترفت اوربا انها كانت السبب الرئيس في ما يحدث في سوريا والعراق من هجرة واسعة وبأعداد خيالية ، بعد هذا الاعتراف الخطير .. يكون البحر المتوسط قد اوغل كثيرا في دماء المهاجرين .. واستباح حرماتهم .. وابتلع اجسادهم .. البحر المتوسط .. مقبرة للمهاجرين من حرب بلا عتاوين .. انها حرب بلا اهداف او معطيات .. هذه الحرب المقروضة على ابناء العراق وشعب سوريا .. وقد تكون ليبيا واليمن كذلك .. حرب تستنزف طاقات الشعوب وتمزق نسيجها الاجتماعي .. وتحيلها الى دول فقيرة مهدمة منهكة .. كما ان سلاح اوربا هو من يملك ساحات القتال .. مصانع الحرب في اوربا ، باتت الممول للحرب .. منظمات الارهاب تأخذ سلاحها من مصانع اوربا ، و العرب يتاجرون بدماء ابنائهم ، ويستوردون الموت والسلاح لتبقى الشعوب في مطحنة الحرب والحكام يسرقون ما تبقى من ثروات .. انها النهاية ، ولا شيء غيرها ، لكن الشعوب العربية لايمكن ان تظل اسيرة هذا السعير الملتهب ، الشعوب العربية المغلوبة على امرها ، وهي من شرائح اجتماعية كادحة ومهمشة ، دخلها الارهاب بثوب الدين ، واستباح الوطن والحضارة والتراث ، واوغل في دماء العرافيين والسوريين وابناء اليمن وشعب ليبيا وحتى مصر ليس بمأمن من خلايا الارهاب الداعشية . لايمكن ان تطل الامور هكذا ابدا ، لا يمكن ان تبقى هذه النيران ملتهبة تأكل الاخضر واليابس ، لابد من مخرج يوقف هذا النزيف المتدفق بغزارة من دماء شعبنا .. وشعوب المنطقة .. ونحن نسأل الجامعة العربية .. اين انتم من هذه الدماء التي تسيل على ارض الانبياء والرسل وكتاب الله ؟ ونحن نسأل مجلس الامن الدولي : اين انتم ايها الساهرون على حرية الشعوب كما تقولون .. اين انتم من هذا الحريق الملتهب في منطقة من اخطر مناطق العالم ، واين انتم من الازهاق المتواصل لارواح الناس والاطفال الابرياء والنساء ؟ اين انتم ايها المسؤولون في العالم المتحضر من هذا الزلزال الرهيب الذي سيأكل الاخضر واليابس ؟